مفهوم الإسم

هو الاسمُ المفرَد العلَم الدالُّ على الذات المُقدَّسة، بل الدالُّ على سائر الأسماء الحسنى والصفات العُلى، فالأسماءُ الحُسنى كلها مَنسوبة إليه وفرعٌ عليه، ولهذا يُضيف الله تعالى سائرَ الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8].

ماورد فيه من القرآن

{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
{اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}

ماورد فيه من السنه

- عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي البَقَرَةِ وَآلِ عِمرَانَ وَطَهَ). [رواه ابن ماجه، وحسَّنه الألباني في صحيح ابن ماجه]

ماورد فيه من أقوال

أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (الرحمن) والفرق بينه وبين (الرحيم): 

1- قال ابن عباس -رضي الله عنهما- عن (الرحمن) و (الرحيم): هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر.

وَحكى عَنهُ أَيْضا أَنه قَالَ: " الرَّحْمَن ": الرفيق بالعباد، و " الرَّحِيم " العاطف عَلَيْهِم.

وعن ابن عباس قال: أول ما نزل جبريل على محمد- صلى الله عليه وسلم- قال له جبريل قل يا محمد بسم الله. يقول: اقرأ بذكر ربك وقم واقعد بذكره بسم الله الرحمن، قال يقول: الرحمن: الفعلان من الرحمة، وهو من كلام العرب.

2- وقال مجاهد -رحمه الله-: الرحمن بأهل الدنيا الرحيم بأهل الآخرة.

وفي الدعاء: يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة.

3- وقال الضحاك -رحمه الله-: الرحمن بأهل السماء حيث أسكنهم السموات وطوقهم الطاعات، وجنبهم الآفات، وقطع عنهم المطامع واللذات، والرحيم بأهل الأرض حيث أرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب.

4- وقال عكرمة -رحمه الله-: الرحمن برحمة واحدة، والرحيم بمائة رحمة.

5- وقال ابن المبارك: الرحمن إذا سئل أجاب والرحيم إذا لم يسئل غضب.

6- قال عطاء الخراساني: كان الرحمن، فلما اختزلَ الرحمن من اسمه كان الرحمنَ الرحيمَ. 

والذي أراد، إن شاء الله، عطاءٌ بقوله هذا: أن الرحمن كان من أسماء الله التي لا يتسمَّى بها أحد من خَلْقِه، فلما تسمَّى به الكذابُ مسيلمة - وهو اختزاله إياه، يعني اقتطاعه من أسمائه لنفسه - أخبر الله جلّ ثناؤه أن اسمه "الرحمنُ الرحيمُ" ليفصِل بذلك لعباده اسمَهُ من اسم من قد تسمَّى بأسمائه، إذ كان لا يسمَّى أحد "الرحمن الرحيم"، فيجمع له هذان الاسمان، غيره جلّ ذكره. وإنما يتسمَّى بعضُ خَلْقه إما رحيما، أو يتسمَّى رَحمن. فأما "رحمن رحيم"، فلم يجتمعا قطّ لأحد سواهُ، ولا يجمعان لأحد غيره. فكأنّ معنى قول عطاء هذا: أن الله جل ثناؤه إنما فَصَل بتكرير الرحيم على الرحمن، بين اسمه واسم غيره من خلقِه، اختلف معناهما أو اتفقا.

والذي قال عطاءٌ من ذلك غيرُ فاسد المعنى، بل جائز أن يكون جلّ ثناؤه خصّ نفسه بالتسمية بهما معًا مجتمعين، إبانةً لها من خلقه، ليعرف عبادُه بذكرهما مجموعينِ أنه المقصود بذكرهما دون مَنْ سواه من خلقه، مع مَا في تأويل كل واحد منهما من المعنى الذي ليس في الآخر منهما.

7- قال أبو بكر محمد بن عمر الوراق: الرحمن: بالنعماء وهي ما أعطي وحبا، والرحيم بالآلاء وهي ما صرف وزوى.

وقال أبو بكر الوراق أيضا: الرحمن بمن جحده والرحيم بمن وحده، والرحمن بمن كفر والرحيم بمن شكر، والرحمن بمن قال ندا والرحيم بمن قال فردا.

8- قال محمد بن علي المزيدي: الرحمن بالانقاذ من النيران، وبيانه قوله تعالى: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، والرحيم بإدخالهم الجنان، بيانه: ادخلوها بسلام آمنين.

9- قال المحاسبي: الرحمن: برحمة النفوس، والرحيم برحمة القلوب.

10- قال السري بن مغلس: الرحمن بكشف الكروب، والرحيم بغفران الذنوب.

11- قال عبد الله بن الجراح: الرحمن بالطريق، والرحيم بالعصمة والتوفيق.

12- قال مطهر بن الوراق: الرحمن بغفران السيئات وإن كن عظيمات، والرحيم بقبول الطاعات وإن كن [قليلات].

13- قال يحيى بن معاذ الرازي: الرحمن بمصالح معاشهم، والرحيم بمصالح معادهم.

14- قال الحسين بن الفضل: الرحمن الذي يرحم العبد على كشف الضر ودفع الشر، والرحيم الذي يرق وربما لا يقدر على الكشف.

يراجع: (الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل، للجيلاني 1/223 – 225)، (نزهة المجالس ومنتخب النفائس، للصفوري 1/26 – 27)، (تفسير القرآن العظيم، لابن أبي حاتم 1/25)، (تفسير الطبري، 1/130)، (تفسير الثعلبي، 1/100 – 101)، (تفسير السمعاني، 1/33).

مرئيات

ملفات صوتية

# العنوان المؤلف تشغيل
1

اسم الله

الشيخ محمد راتب النابلسي
2

نشيد أسماء الله الحسني

الشيخ مشارى العفاسي

كتب

لأنك الله

الشيخ علي بن جابر الفيفي
...